بسم الله الرحمن الرحيم
تكوين الشخصيه الانسانيه في نظر الاسلام
تكوين الشخصيه الانسانيه في نظر الاسلام
اولا الرد علي من يزعم أن أخلاق الإنسان لا تتغير
قال تعالي
" وهديناه النجدين " أي طريق الخير وطريق الشر .
" ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها "
" انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا "
ولقوله عليه افضل الصلاه والسلام :
" كل مولود يولد علي الفطره ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ".
أي أن دعوي الذين يقولون ان الطباع الانسانيه من شر أو خير لا يمكن تغييرها ولا تعديلها هي في الحقيقه دعوي باطله ينقضها الشرع ، ويردها العقل ، وتكذبها التجربه والمشاهده ، ويبطلها الجمهره الكبري من علماء النفس والتربيه والاخلاق في العالم .
العوامل في تكوين الشخصيه الانسانيه :
العوامل في تكوين الشخصيه الانسانيه :
ان تكوين الفرد ذاته هو المبدأ الطبيعي المنطقي السليم لكل تكوين واصلاح لذلك تتركز العوامل في نقطتين :
1- عوامل التكوين في اصلاح ذاته .
2-عوامل التكوين في اصلاح الانسان لغيره .
والقرآن الكريم قد حدد لنا معالم تكوين الانسان في اصلاح ذاته ومعالم تكوين الانسان في اصلاح غيره في سوره صغيره ذات ثلاث آيات تمثل المنهج الكامل في بناء الشخصيه الانسانيه واصلاحها .
هذه السوره الصغيره هي سوره العصر قال تعالي :
" والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ".
الله سبحانه يقسم بالعصر الذي بعث الله فيه نبيه محمدا عليه الصلاه والسلام أن جنس الانسان لفي ضياع وخسران وضلال وانحراف ....الا من تحقق منهم :
الايمان بالله .
والعمل الصالح .
والتواصي بالحق .
والتواصي بالصبر .
ولكن ما معني الايمان بالله وما معني العمل الصالح ؟
الايمان بالله :
هو ترسيخ العقيده الربانيه وما أشتملت عليه في أعماق النفس الانسانيه .
العمل الصالح :
العمل الصالح :
هو مطالبه النفس الانسانيه باتباع المنهج الرباني الذي أنزله الله سبحانه علي قلب نبيه عليه الصلاه والسلام .
فمن المعلوم أن العقيده الربانيه اذا ترسخت في النفس الانسانيه ولدت الشعور بالمراقبه لله وولدت الشعور بالمسؤوليه ..هذا الشعور الذي يدفعها لمحاسبه نفسها قبل غيرها وهذا من شأنه أن يقوي الاراده الذاتيه لدي الفرد المؤمن .
واستقرار العقيده الربانيه في النفس الانسانيه يحررها من الخوف ويجعلها عزيزه كريمه .
لماذا يندفع المؤمن الي تطبيق منهج الله ؟
- لأنه يعلم علما اكيدا أن الله سبحانه هو الذي خلق الكون والحياه والانسان .
"وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيره سبحان الله وتعالي عما يشركون "
"ما كان لمؤمن ولا مؤمنه اذا قضي الله ورسوله امرا أن يكون لهم الخيره من امرهم "
- ويعلم علما أكيدا ان الله سبحانه عليم بكل شيء فهو اعلم بما يشرع لعباده من احكام .
" أأنتم اعلم أم الله " ( البقره : 140 )
" والله يعلم وأنتم لا تعلمون "( البقره : 216 )
- ويعلم علما أكيدا أن الله سبحانه حكيم في كل ما يخلقه .
" والله عليم حكيم "
" ان ربك عليم حكيم "
" انه عزيز حكيم "
- ويعلم علما أكيدا أن الانسان مهما كان شأنه عاجز عن التشريع لنفسه ، لكون علمه محدودا مهما نضج علمه ، وسمت ثقافته ....
لهذا كله نجد أن المؤمن يندفع بكليته ،وينطلق من ذاته الي تطبيق المنهج الرباني لكونه يعتقد من قراره وجدانه أن كمال شخصيته، وبناء انسانيته هو اتباع من اختص بالكمال وتنزه عن النقص وعرف بالعظمه فهو الله وحده .
وصدق الله العظيم القائل " فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقي ومن أعرض عن ذكري فان له معيشه ضنكا "
وصدق الله العظيم القائل " فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقي ومن أعرض عن ذكري فان له معيشه ضنكا "
أمثله نموذجيه لمجتمع يدين بالعقيده ؟
- قال عبد الله بن دينار : خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه الي مكه فغرسنا في بعض الطريق ، فانحدر بنا راع من الجبل ، فقال له : يا راعي ، بعني شاه من هذا الغنم .
فقال : اني مملوك .
فقال له اختبارا : قل لسيدك اكلها الذئب .
فقال الراعي : فاين الله ؟
فبكي عمر رضي الله عنه ، ثم غدا مع المملوك ، فاشتراه من مولاه ، وأعتقه ، وقال اعتقتك في الدنيا هذه الكلمه ، وارجو ان تعتقك في الآخره .
كانت فتنه بين استشعار العبد المملوك مراقبه الله ، وبين الدافع الي كسب المال الحرام ، فهمدت الدوافع وانتصر الايمان .
واذا كان الالتزام للمنهج الرباني مقترنا بالايمان ، ومرتبطا بالعقيده الربانيه ...فالذي ضعفت عقيدته بالله ماذا يكون ؟
- يكون ممكن أفسدوا ضمائرهم النقيه ، وفطرهم السليمه .
- يكون ممن أمانوا في أعماق نفوسهم الوازع الديني والشعور بالمسؤوليه .
- يكون ممن هدم في انسانيته كل المثل الاخلاقيه والفضائل الانسانيه التي جاءت بها الاديان والشرائع .
ونلخص مما سبق أن عامل التكوين للانسان في اصلاح ذاته هو أمران :
1- الايمان بالله
2- العمل الصالح
وصدق الله العظيم القائل
" ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكه ألا تخافوا ولا تحزنوا ،وأبشروا بالجنه التي كنتم توعدون " .
عامل التكوين للانسان في اصلاح غيره :
عامل التكوين للانسان في اصلاح غيره :
يتحقق بتحويل النزعه الاجتماعيه المتأصله في الانسان الي ما هو خير الانسانيه وهدايتها وصلاحها ..
ومنهج الاسلام في الاعتراف بهذه النزعه وتحويلها يقوم علي أمرين أساسيين :
الأول : دفع النفس الانسانيه علي الجهر بالحق .
الثاني : تعويد هذه النفس علي الصبر والمصابره .
وهذا ما حدد القرآن معالمه في سوره العصر حين قال ك
وتواصوا بالحق
وتواصوا بالصبر
النصوص التي تدفع المسلم الي الجهر بالحق :
فالقرآن الكريم قد قرره في أكثر من آيه :
"الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا الا الله "
" كنتم خير أمه أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله "
بحث الصبر والمصابره
" يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ".
" يا بني أقم الصلاه وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر علي ما اصابك ان ذلك من عزم الأمور "
" يا بني أقم الصلاه وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر علي ما اصابك ان ذلك من عزم الأمور "
أي أن النفس الانسانيه لا تكتمل شخصيتها ولا تؤدي رسالتها حتي تتحلي بخلق الصبر والمصابره ،وتنطلق في طريق المحنه والفتنه والابتلاء ماضيه
ما معني الصبر وما معني المصابره ؟
ما معني الصبر وما معني المصابره ؟
الصبر معناه :
قوه نفسيه ايجابيه فعاله تدفع صاحبها الي مقاومه كل اسباب الخور والاستكانه والاستسلام ...
والمصابره :
والمصابره :
هب مغالبه النفس الأماره بالصبر علي شهواتها ، ومغالبه المحنه بالصبر علي بلائها .
والانسان الذي لا يستطيع أن يغالب نفسه أمام فتنه المال وفتنه الجاه يكون معدوم الشخصيه .
والانسان الذي لا يستطيع أن يصبر علي المصيبه والابتلاء في سبيل الله يكون معدوم الشخصيه .
من هو صاحب الشخصيه ؟
والانسان الذي لا يستطيع أن يغالب نفسه أمام فتنه المال وفتنه الجاه يكون معدوم الشخصيه .
والانسان الذي لا يستطيع أن يصبر علي المصيبه والابتلاء في سبيل الله يكون معدوم الشخصيه .
من هو صاحب الشخصيه ؟
- صاحب الشخصيه من يمشي مع فطرته السليمه وعقله الرشيد في اعتناق العقيده الربانيه الراسخه ..
- صاحب الشخصيه من يلتزم منهج الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ...
- صاحب الشخصيه من يصدع بالحق ولا يخشي في الله لومه لائم ...
- صاحب الشخصيه من يصبر علي مصائب الايام ، ويغالب أحداثها ، ويبتسم لمصاعبها ..
وباختصار فان عناصر التكوين للشخصيه الانسانيه في نظر الاسلام أربعه :
الأول : عنصر العقيده الربانيه .
الأول : عنصر العقيده الربانيه .
الثاني : عنصر الالتزام لشريعه الله .
الثالث :عنصر المجاهده بالحق .
الرابع : عنصر الصبر والمصابره .
الثالث :عنصر المجاهده بالحق .
الرابع : عنصر الصبر والمصابره .
فبهذه العناصر الاربعه تكتمل الشخصيه الانسانيه وتتوازن .
وبها يعمل الانسان لنفسه ، ويعمل لاخرته .
وبها يندفع الانسان نحو غايه ويؤدي ما عليه من رساله .
وبها يحقق الخير للانسانيه جمعاء
ورحم الله الامام الشافعي كم كان عميق الفهم ، دقيق النظر حين قال :
" ولو لم ينزل من القرآن غير سوره العصر لكفت الناس " .
_________________________________
التلخيص : منقول - المشاركة الأصلية :
0 التعليقات:
إرسال تعليق